البحرين.. ثورة مستمرة | الجزء الثاني: تفجر الثورة

إذاً هي ثورة تاريخية حصدت من الربيع العربي روحاً جديدةً لإعادة انطلاقها بقوةٍ و عزمٍ أكبر، فبرهن شبابها عن وعي غير مسبوق و تصميم أسطوري، حيث غص دوار اللؤلؤة بشعاراتٍ غريبةٍ عن منطق السلطة التي اعتادت إصدار القوانين بما يؤمن لها تأييد سيطرتها، فكان التجنيس السياسي، و كان قانون انتخابات جائر، وصولاً إلى تعيين مجلسٍ للشورى له صلاحيات كاملة.

البحرين.. ثورة مستمرة | الجزء الأول: تاريخ الثورة

البحرين…الجزيرة التي انتفضت فيها الثورة منذ أكثر من قرن، و لم يهدأ بركان شعبها و لن يهدأ بحسب من سنحت لهم

الفرصة أن يكونوا شهوداً على الثورة.

منذ ما قبل الاحتلال البريطاني الى ما بعده و حتى اليوم، ترتفع القبضات البحرينية دون كلل أو ملل، تضرب بيد من حديد منطق الظلم والاستعباد الذي تنتهجه العائلة الحاكمة.

عائلة آل خليفة التي امتهنت القمع من استعمار يدعي زوراً الديمقراطية، و أتقنت الديكتاتورية التي استوردتها من بلاد الجوار، فسقطت عن سابق إصرار و تصميم من حسابات البحارنة.

متى؟ لماذا؟ كيف؟ و بأي أساليب قمعية استطاعت هذه العائلة أن تسيطر و تحكم؟ وسط صمت العالم، يتكلم هؤلاء من المنفى عمن خرجوا جهاراً يطالبون بالحرية، و عن ثلة قراصنة غدوا أسرةً حاكمةً بأمرها.

استمرت هذه السياسة العنصرية بحق الشعب البحريني عقوداً من الزمن، إلى أن أصبح من المستحيل السكوت عنها، فتفجّرت الثورة الأولى عام 1923 لتطلق الشرارة الأولى لأوسع حركة احتجاجية في تاريخ المنطقة.

لم يكتفِ آل خليفة بفرض سيطرتهم و بطشهم على الجزيرة و أهلها، فللعائلة الحاكمة تاريخ من التعامل مع الاستعمار البريطاني و ذلك بغية ضمان التربع على العرش، فكانت الاتفاقيات المتعددة في زمن لطخ بالعار، و لكن ذلك لم يحل دون الثورة على الاستعمار كجزء أساسي من معركة الشعب في طريقه نحو التحرر.

انتصار الشعب البحريني على المستعمر كان دافعا للمطالبة بحقوق سياسية تضمن انتقال البحرين إلى ركب الدول التي باتت تمارس الديمقراطية في خطوة رأت فيها المعارضة تحولاً ضرورياً لكي ينعم الشعب البحريني بحياة كريمة تسود فيها العدالة و المساواة، و ينتهي معها زمن التفرقة العنصرية.

بعدما حُلّ البرلمان المنتخب عام 1973 استمر نهج القمع حتى عام 2001 حين استطاعت المعارضة انتزاع دستور جديد، صوت عليه الشعب البحرين بنسبة 98% ظناً منه أنه سيكون أخيراً مصدر السلطات.